تسجيل الدخول

سيمفونيات تراثيّة من اليمن تطرب جمهور دار الأوبرا السلطانيّة مسقط

Wednesday 30 April 2025

تضمّن الحفل مقطوعات موسيقية وغنائية قدّمت روح التراث بلمسة عالمية، أحيته الأوركسترا السيمفونية السلطانية العُمانية مع فنّانين من اليمن ومصر بقيادة اليمني محمد القحوم
 
اختتمت دار الأوبرا السلطانية مسقط برنامج شهر ابريل بحفل جميل لسيمفونيات تراثيّة من اليمن أدّتها الأوركسترا السيمفونية السلطانية العُمانية بمشاركة فنانين ضيوف من اليمن ومصر، بقيادة المؤلّف الموسيقي اليمني محمد القحوم، وتضمّن الحفل الذي أقيم مساء يومي الخميس والجمعة الموافقين 24 و25 أبريل الجاري، في الأوبرا السلطانيّة -دار الفنون الموسيقيّة، مختارات موسيقية وغنائية جرى تقديمها على جزئين، تضمّن الأول المقطوعات التالية : يا حيّا، الحرب والسلام ، سحر الشرق، خلاص حاشك تقول لي روح، ماء الذهب، بحر الغريب، غدّر الليل وألا يا طير، أما الجزء الثاني فتضمن : مزمار الهبيش، یا سفار، ممر آمن، ، صنعاء اليمن، رشّوا العطر، أغنية وميدلي عماني، صبوحة، في خليط من الغناء الحضرمي والمهري، والعدني، والبحري، والصنعاني، والعماني، والخليجي والتعزي والعالمي، وقدّمت المقطوعات الموسيقية والغنائية روح التراث بلمسة عالمية من خلال عزف السيمفونيات التراثية التي هي مشروع موسيقى فنى لدمج الألوان الفنية التراثية اليمنية. والعربية بشكل عام في الموسيقى العالمية، علما بأن جميع مقطوعات السيمفونيات التراثية مستوحاة من ألوان تراثية أصيلة في قالب موسيقي عصري، سبق أن تمّ تقديمها في حفلات موسيقية ذات طابع أوركسترالي في دول متنوعة من العالم يهدف إبراز الموسيقى اليمنية والعربية على المسرح العالمي. كما قدّمت في كل حفلة مقطوعات دمجت بين الموسيقى اليمنية والعربية والموسيقى الشعبية للبلد المضيف، وبالإضافة إلى الموسيقى، يحرص المشروع على إظهار المؤدين بهويتهم الثقافية المميزة والمتمثلة في الآلات الموسيقية والإيقاعات التراثية والرقص الشعبي واللباس التقليدي، علاوة على تقديم فعاليات ثقافية أخرى مصاحبة لفعاليات الحفل الموسيقى.
وتتركز رؤية المشروع على خلق تواصل موسيقي وبناء جسور التقارب والتبادل الثقافي مع شعوب العالم ليكون رافداً معطاء للموسيقى العربية والعالمية، ومنح المواهب الفنية والموسيقية اليمنية فرصة الظهور على خشبة المسارح العالمية.
وقد برع المؤلّف الموسيقيّ اليمني محمد القحوم في قيادة الأوكسترا، والقحوم هو مؤسس شركة وأستوديوهات «صدى الإبداع» ومشروع السيمفونيات التراثية. بالرغم من أن القحوم حاصل على درجة البكالوريوس في الهندسة المدنية إلا أن شغفه بالموسيقى قاده إلى تعلم الموسيقى في الأردن ومصر على أيدي مدربين مرموقين، كان عام ٢٠٢٤م عاماً حافلاً لمشروع السيمفونيات التراثية حيث أقيمت عدد من الحفلات الموسيقية للمشروع في عواصم دول الخليج، تمثلت في حفل الكويت بمركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، وحفل «نغم يمني في الدوحة» بالعاصمة القطرية وحفل الأوركسترا اليمنية بالعاصمة السعودية الرياض، انطلقت مسيرة محمد القحوم كمؤلف موسيقي منذ عام ٢٠٠٤م. ومنذ ذلك الحين ألف العديد من الأعمال والمشاريع الموسيقية التي عرضت على مجموعة من القنوات التلفزيونية والإذاعية ووسائل التواصل الاجتماعي، وقد حصدت قناة شركته «صدى الإبداع» على منصة اليوتيوب ملايين المشاهدات، وقد أبدعت الأوركسترا السيمفونية السلطانية العمانية في معزوفاتها، ومنذ انطلاقها في عام ۱۹۸۵م، أحيت الأوركسترا مئات الحفلات، وبعيدها العشرين قدّمت الأوركسترا حفلاً في برلين تحت قيادة المايسترو البريطاني المعروف سايمون رايت، وبصحبة عازف الكمان المشهور عالمياً لاكشمينا رايانا سوبر امانيام، وعازف العود اللبناني المشهور مارسيل خليفة.
 ​​

وفي العام الحالي بلغت الأوركسترا عامها الأربعين، وهي ماضية قُدُما في أداء رسالتها، كونها تمثّل جسراً يصل بين الشرق والغرب لكونها أوركسترا متجولة غطت بحفلاتها دول المنطقة وأوروبا، حيث قدمت حفلات بمستوى عالمي على الصعيد الدولي. وكثيراً ما حملت حفلاتها عبق اللبان العُماني العطر، حيث تميزت عازفات الأوركسترا بارتداء الزي النسائي المحلي للسلطنة الذي صُمّم خصيصاً باللونين الأحمر والأخضر اللذين يرمزان للعلم العُماني، فضلاً عن قطع الزينة المصنوعة من الذهب التي يضعنها على جباههن، وتوسعت أعمال الأوركسترا لتشمل الارتجال في التقاسيم التطور اللحني ومقامات موسيقى الراغا الهندية والقواعد الصارمة لمزج الألحان الغربية، فقدّمت تقنيات متطورة في العزف ومهارات موسيقية ممتازة، وشملت أعمالهم العديد من الفئات الموسيقية.
وبهذا الحفل واصلت دار الأوبرا السلطانية مسقط برامجها التي ترمي إلى تقديم كل ما هو منوّع ومفيد ومدهش للجمهور.